هلوسات :خربشات
أسرح بخيالي و أرحل ، ارسم على الكراس ، على الحائط ، على الطاولة ، على يدي ، يمتزج الحبر بالمكان ليصنع مكان آخر
يحدثني استاذ شيخ ، عن هموم المجتمع و عن الافعال و الفاعلين ، و ينسى المفعول بهم و المستفعل فيهم ، يربط كل حركة بهدف و غاية ، يوجد تحليلا لكل فعل و مبدأ لكل رد فعل و ينسى ، ينسى أننا نتعاطى مع عاهرة ، تقدم على الاعتزال ولا تقدر
تمر الساعة الاولى ، يملأنا مللا و أملأ الكراس أمل و رسوم ، رموزا غجرية ، لا تفهم و لا تحل ، طلاسم تجاور نظريات بالية و انصاف افكار نقلت على حسب ما يريدنا أن نفهم و نتبنى ، أحس بالإختناق و الانزعاج ، أرغب في أن أضحك عاليا ، أقهقه و انهي ضحكتي بالبكاء بمرارة عن حالتنا و عن الهدوء الميت و صوت الأستاذ و هذيان الزميلة التي جلبها القدر خلفي لتزعجني أكثر
البعوض أشد وقاحة هنا ، و الأصوات أكثر حدة و الكلمات ، كل الكلمات لا تحل و لا تفهم ، قائمة من الأسماء ، لاموات و احياء تزداد كل ثانية ، ينبغي ان اتعرف عليهم كما اعرف أمي و أبي ، انا التي لا اعرف أحيانا نفسي و اقرب رفيق لي ..
تمر الثانية الأولى بعد الساعة الأولى ، اشعر بالجوع ، أرغب في فتح فمي و التهام جزء من المدرج ، اقرر ان أشغل نفسي ، اغني في سري ، و تختلط العبارات و النوتات في خلدي و اتوه ،
انظر في وجوه من حولي ، اتمنى لو استطيع حل معادلة تركيزهم هذه ،، يكتبون بصفة آلية ، يفهمون كل العبارات ، يدركون كل البرديغمات ، يكتبون و يكتبون و يسيل الحبر من اوراقهم و يغرقني ، و يغرقهم ... استفيق من هذياني مرتعبة ، لاجد شيخنا هذا ، غارق هو الاخر في مثاله عن العمال و عدم رغبتهم فالثورة ، و احلام ماركس التي اجهضها للمرة الالف .. اتخيل مصنعا خامدا و عمال في غاية السعادة رغم الفقر و التعب و الجوع و بالونات ملونة و العديد من الفراشات الي تتحول فور اقترابها الي افاع و عقارب .. و عن ساعة الحائط التي تسير نحو الوراء ...
العن نفسي ككل مرة ، ثم اطلب منها الغفران لاني كنت مازوشية هذا اليوم و اجبرتها على الحضور بدل الغياب
اعود الي المصنع ، اشتم رائحة التعب ، و اغاني الشيخ امام تملأ المكان ، و صوت الغضب و الثورة ، و يعلو صوت الاستاذ فتندثر الرؤية
افكر في الشمس التي تركتها خارجا وحيدة و في المقعد البالي و في اغاني فيروز التي كنت استطيع ان استمع اليها و في احبتي الذين اوهمتهم اني طالبة نجيبة ، و في الريح الذي لم يجد خصلات شعري و في سجائري و نظرات زميلات الكلية
... اتوه و اغرق
و اطفو ، فور سماعي لكلماته المؤذنة لنا بالانصراف
يحدثني استاذ شيخ ، عن هموم المجتمع و عن الافعال و الفاعلين ، و ينسى المفعول بهم و المستفعل فيهم ، يربط كل حركة بهدف و غاية ، يوجد تحليلا لكل فعل و مبدأ لكل رد فعل و ينسى ، ينسى أننا نتعاطى مع عاهرة ، تقدم على الاعتزال ولا تقدر
تمر الساعة الاولى ، يملأنا مللا و أملأ الكراس أمل و رسوم ، رموزا غجرية ، لا تفهم و لا تحل ، طلاسم تجاور نظريات بالية و انصاف افكار نقلت على حسب ما يريدنا أن نفهم و نتبنى ، أحس بالإختناق و الانزعاج ، أرغب في أن أضحك عاليا ، أقهقه و انهي ضحكتي بالبكاء بمرارة عن حالتنا و عن الهدوء الميت و صوت الأستاذ و هذيان الزميلة التي جلبها القدر خلفي لتزعجني أكثر
البعوض أشد وقاحة هنا ، و الأصوات أكثر حدة و الكلمات ، كل الكلمات لا تحل و لا تفهم ، قائمة من الأسماء ، لاموات و احياء تزداد كل ثانية ، ينبغي ان اتعرف عليهم كما اعرف أمي و أبي ، انا التي لا اعرف أحيانا نفسي و اقرب رفيق لي ..
تمر الثانية الأولى بعد الساعة الأولى ، اشعر بالجوع ، أرغب في فتح فمي و التهام جزء من المدرج ، اقرر ان أشغل نفسي ، اغني في سري ، و تختلط العبارات و النوتات في خلدي و اتوه ،
انظر في وجوه من حولي ، اتمنى لو استطيع حل معادلة تركيزهم هذه ،، يكتبون بصفة آلية ، يفهمون كل العبارات ، يدركون كل البرديغمات ، يكتبون و يكتبون و يسيل الحبر من اوراقهم و يغرقني ، و يغرقهم ... استفيق من هذياني مرتعبة ، لاجد شيخنا هذا ، غارق هو الاخر في مثاله عن العمال و عدم رغبتهم فالثورة ، و احلام ماركس التي اجهضها للمرة الالف .. اتخيل مصنعا خامدا و عمال في غاية السعادة رغم الفقر و التعب و الجوع و بالونات ملونة و العديد من الفراشات الي تتحول فور اقترابها الي افاع و عقارب .. و عن ساعة الحائط التي تسير نحو الوراء ...
العن نفسي ككل مرة ، ثم اطلب منها الغفران لاني كنت مازوشية هذا اليوم و اجبرتها على الحضور بدل الغياب
اعود الي المصنع ، اشتم رائحة التعب ، و اغاني الشيخ امام تملأ المكان ، و صوت الغضب و الثورة ، و يعلو صوت الاستاذ فتندثر الرؤية
افكر في الشمس التي تركتها خارجا وحيدة و في المقعد البالي و في اغاني فيروز التي كنت استطيع ان استمع اليها و في احبتي الذين اوهمتهم اني طالبة نجيبة ، و في الريح الذي لم يجد خصلات شعري و في سجائري و نظرات زميلات الكلية
... اتوه و اغرق
و اطفو ، فور سماعي لكلماته المؤذنة لنا بالانصراف