هلوسات : امي ،شبح و حب
امي ليست هنا ، لن اهنئها بعيدها الذي تتقاسمه مع نساء الكون كلهم
امي لا تدرك فضاعة العالم الازرق و لا تدرك مرارة عالمي
اخفيت عنها ندوب الحياة و دموعي و الخيبات و كم من مرة نعت بالعاهرة بسبب او بدونه
امي ، لا تمر من هنا ، امي تكره السياسة و رجال السياسة و المظاهرات ، في مراتي القليلة التي وجدت فيها فالساحات كنت اجدها تنتظرني عند باب البيت ، تتوعدني باشد الوعود و تطلب مني الكف عن العبث.
امي ، تعرفت على كل اصدقائي و كل احبتي و خلاني ، كانت تطلب مني بلطف ان انسحب وكنت العب دور البطل باتقان مفرط ، كنت ابكي كل ليلة خيباتي بينما كانت تشخر فالطرف الاخر من السرير.
كانت تعتقد ان الحب هو خاتم ماسي و فستان ابيض و قبيلة اطفال . شوهت كل معارفي و اوهمتها انهم ، يكرهون الزواج و الاستقرار حتى لا تفقد فخرها بي و بايمانها الدائم بانتمائي لنمط ما
لم اشبها و لم تشبهني ، شخصية لقيطة غريبة عن العائلة ، احبتني و جعلت مني جزء من روحها ، رغم اني المتها مرارا و لم تقدر يوما على احتواء جنوني
لم تدرك يوما مدى انكساري و مدي ثقل الحمل على ظهري
امي ، كانت امرأة بسيطة ، صنعت مني رجل العائلة ، لم تعلمني لبس حمالة الصدر ، لم تعلمني قراءة الكتب ولا التبرج ، لم تخبرني عن رسائل الحب خاصتها ولا عن الام الحيض ولا عن قسوة الحياة
لكنها علمتني دون قصد منها ، ان اكون صلبة ، قوية و شرسة.
م.ط