ادب تونسي: غدا يوم أفضل لسيف الدين بن هنية

"تمهل أيها الموت إني أكتب"

انت تكتب لشخص تعلم انه لن يقرأ ما كتبت حول كتابه

انت تكتب لشخص لم تعرفه لكنك تمنيت خفية لو كانت احد العابرين في حياته ؛ صديقا له، حبيبة خفية؛

سيف الدين بن هنية هو حالم تونسي ، لم تمنعه الظروف عن الامل و الابداع على حد سواء لكن الموت كان اقرب منه الينا نحن قراءه .. من سيكتفون بكتاب واحد لكي يتعرفوا عليه و يرثوه.
كتب عن الحب و الخيبة و الثورة و الادب زمن الرداءة و المبادئ بطريقة تشبه الشعر الحر 

الكتاب ليس من احب الاصناف الادبية الى قلبي ؛ في بداية الكتاب لعنت صاحب الإقتراح الف مرة لكني واصلت المسيرة بعناد كبير ,, بين رغبة في الانقطاع و وفاء لروح كاتب اتممت العمل ..

احببت الكابة السعيدة ,, احببت روح الامل في نصوص متعبة ، و من يكتب عند التعب هو بطل يستحق القراءة , احببت الواقعية فقد نزع الكاتب/ الشاعر عنه الصورة المثالية لشاب ينعم بشبابه و لا يخشى شيء

شعرت بتردده تجاه الاشياء ، شعرت بمواقف خفية ، شعرت بابتسامته في بعض المقاطع و بدمعة في بعضها الاخر ، بالكثير من الاصرار و التحدي رغم بشاعة الوضع

احببت الرثاء ، احببته حد الغيرة ,, اتمنى ان ارثى بتلك الطريقة ,, و لنقل انني اعجبت بمقطع الرثاء اكثر من أي شيء اخر

الكتاب من الناحية الشكلية اذن كتاب صغير الحجم قد تكمله في جلسة واحدة ،، قد يعلق بذاكرتك مقطع و قد لا يفعل لكني متأكدة انك ستتذكر كاتبا حالما سرقته الموت منا ، الكتاب كان مقسم الى العديد من الى فصلين : فصل كتبه هو و فصل كتبه اصدقاءه له ..
الجزء الذي كتبه هو كان عبارة عن مجموعة من النصوص المختلفة من ناحية الشكل و المضمون لكن ما يجمعها هو أسلوب بسيط هادئ للكاتب .

↢- رثاء

عزيزي سيف،

انا لم اتعرف عليك ، و هذه خسارة كبرى ،  الموت هي الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذه الحياة ، انت تدرك الامر الان اكثر من أي وقت

ساكون ممنونة لو انك تستطيع سماع هذه الكلمات حيث ما كنت الانا ,,

صديقي المجهول ، الغد يجب ان يكون افضل ،،  

سيف الدين بن هنية

شاعر و كاتب تونسي، ولد في المكنين في 18 جوان 1991 و توفي إثر صراع مع المرض في 17 مارس 2015 عن سن يناهز 24 سنة.